قمة كوبنهاجن للمناخ

كوبنهاجن - وكالات:

أعلنت قمة الأمم المتحدة للمناخ التي اختتمت أعمالها في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن أمس الأول، اعترافها بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، والذي ينص علي الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بدرجتين مئويتين قياسًا إلي مستوياتها قبل الثورة الصناعية. وجاء الاعتراف بهذا الاتفاق تفاديًا لإعلان فشل القمة، بالرغم من معارضة بعض الدول.

وتفادت المحادثات بإقرارها الاتفاق الصيني - الأمريكي الفشل، معلنة أن الاتفاق صاغته الولايات المتحدة لمحاربة ظاهرة الاحتباس الحراري. وأفاد قرار نهائي للمحادثات التي شاركت بها 193 دولة بأن «الأطراف المشاركة أخذت في حسبانها اتفاق كوبنهاجن» إلا أن المحادثات لم تذهب إلي حد إقراره.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن الاتفاق تم توقيعه بين الولايات المتحدة والهند والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا. ولم يتضح بعد ما إذا كان إقرار هذا الاتفاق قد تم بالإجماع وأيضا الالتزامات القانونية المترتبة عليه.

ووصفت بعض وفود الدول النامية الاتفاق بقوة ووصفته بـ «غير المقبول». وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلن قبيل مغادرته كوبنهاجن إن بلاده والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا توصلت إلي ما وصفه بـ «اتفاق معقول» خلال المحادثات الجارية حول التغيرات المناخية.

وأشار إلي أن الاتفاقية تتضمن تخصيص 30 مليار دولار للأعوام الثلاثة المقبلة للدول الفقيرة لمواجهة مخاطر تغيرات المناخ، علي أن ترتفع إلي 100 مليار دولار بحلول عام 2020، وقال أوباما إن التوصل إلي اتفاقية ملزمة قانونيًا حول المناخ سيكون صعبًا جدًا، وسيحتاج مزيدًا من الوقت. وأضاف أن مجرد انتظار ظهور اتفاقية سيعني أنه لن يحدث أي تقدم في التوصل إليها.

وقال إنه علي الرغم من أن الاتفاقية غير ملزمة قانونيًا، لكنه أكد عزم بلاده علي تقليص انبعاث الغازات. وأعلنت ألمانيا وبريطانيا عن موافقتهما علي تلك الاتفاقية، علي الرغم من إعراب العاصمتين عن الرغبة في المزيد من الطموحات فيها.

وتبين من نص الاتفاقية أنه لا توجد أهداف ملزمة لخفض انبعاث الغازات بالنسبة للدول الصناعية، لكنها تتضمن التزامات لدول بعينها أدرجت أسماؤها في ملحق بالاتفاقية. وكانت اجتماعات القمة، المنعقدة منذ أسبوعين، قد وصلت إلي طريق مسدود في العاصمة الدنماركية، إلا أن قادة الدول الرئيسية في العالم عملوا طوال مساء الجمعة علي التوصل إلي حل في الساعات الأخيرة.

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن المانيا ستستضيف مؤتمرًا جديدًا حول المناخ في غضون ستة أشهر لمتابعة أعمال قمة كوبنهاجن. وقال وزير البيئة الفرنسي جان لوي بورلو إن مناقشة النقاط التفصيلية ستتواصل بين وزراء نحو ثلاثين دولة تفاوضوا بشأن النص باسم مجموعات الدول التي يمثلونها.

وفي سياق آخر استمرت مظاهرات جماعات المدافعين عن البيئة في العاصمة الدنماركية احتجاجًا علي الاتفاق غير المقبول، وتظاهر نحو 1500 شخص بعد ظهر الجمعة مطالبين بالإفراج عن 19 ناشطًا احتجزوا أثناء التظاهرات التي نظمت علي هامش قمة المناخ.

ورفع المتظاهرون ومعظمهم من الشباب، أعلاما سوداء ويافطات ورددوا بوجه رجال الشرطة هتافات مثل «العدالة الآن للمناخ» و«حرروا السجناء السياسيين فورا» و«عار.. عار عليكم». وأفاد ائتلاف «العمل العادل للمناخ» الذي دعا للتظاهرة بأن 19 متظاهرًا دنماركيا وأجنبيا ما زالوا محتجزين.

وشنّت الصحف الأجنبية حملة انتقادات واسعة علي نتائج المؤتمر. واعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية في افتتاحيتها الصحيفة أن المؤتمر فشل. وقالت إن قرارات المؤتمر لم تواجه أيًا من القضايا الرئيسية التي كانت مطروحة علي جدول أعماله. وشددت علي أن اتفاقية المؤتمر لم تكن ذات مغزي كما هو مزعوم.