سعيدة هي مدينة جزائرية، وعاصمة ولاية سعيدة. عدد سكانها 130 ألف نسمة (تقديرات عام 2006). تقع المدينة في جنوب الأطلس التلي في منطقة ذات أهمية. تأسست المدينة كمعسكر فرنسي في عام 1854. من بين النشاطات الرئيسية في المدينة الصناعة الجلدية، وإنتاج المياه المعدنية، والزراعة.
تعتبر ولاية سعيدة منطقة غابية ومائية واسعة، تقع في الغرب الجزائري وتتوسط الهضاب العليا، تقدر مساحتها ب 6613 كم، تنقسم إلى 16 بلدية موزعة على 06 دوائر ومقر الولاية هو مدينة سعيدة. وجدت منذ عصور ما قبل التاريخ ويشهد على ذلك محطات عديدة مثل المغارات، المخابئ والرسوم الحجرية مثل تلك الموجودة بمنطقة تيفريت. أقام بها الإنسان منذ أكثر من 15 ألف سنة وقد كان يعيش تحت الصخور وفي المغارات كمغارة "الإنسان" التي توجد بالضفة الشمالية لمصب واد سعيدة، حيث تم اكتشافها عام 1891، وحسب الدراسات فإن هذه المغارة تعود إلى العصر الحجري الوسيط، كما يوجد بمنطقة تيفريت 30كم شرق سعيدة مغارة أخرى تعود إلى العصر الحجري الحديث وحسب ابن خلدون يعتبر البرابرة أول سكان سعيدة. مرت على سعيدة العديد من الحضارات منذ عصور ماقبل الميلاد، حيث في القرن 03م، كانت تحت سيطرة الملك النوميدي "ماسينيسا"، وقد كانت في عصره منطقة زراعية قوية، ثم وقعت تحت سيطرة الاحتلال الروماني عام 40م، أما عام 429م فقد احتلها الو ندال. في القرن 07م ترسخت المسيحية في المنطقة مع "الجدارين الفر نديين" –معنى جدارين هم المدافعون عن الله- وهم البرابرة المسيحيون. في القرن 08م، سعيدة مسلمة بمجيء "بني هلال" والذين اندمجوا في مملكة "تيهرت" (704م-858م) وقد عرفت في الفترة تطور وحضارة مميزين في جميع الميادين بينما سيطر الفاطميون على المنطقة في القرن 10م في عهد الخليفة الفاطمي المنتصر(1036-1094)ذ، أما في القرن 12م سيطر المرابطون ثم الموحدون الذين استقروا في سعيدة عام 1147. عام 1269 جاء الزيانيون وبقوا إلى غاية 1550 وهو تاريخ الفتح العثماني. ككل المدن الجزائرية وقعت سعيدة تحت الحكم العثماني وضمت إلى بايلك معسكر(1701-1791) تحت حكم الأغا. سعيدة تحت السيطرة الفرنسية: احتلت العاصمة عام 1830 ثم وهران ومرسى الكبير وكذلك معسكر ابتداء من 1835، حيث تنقل الأمير عبد القادر إلى سعيدة وأسس قاعدته العسكرية بغابة العقبان "vieux Saida" وهي تحتوي على برج مراقبة روماني، في 22/10/1841 بدأ الفرنسيون يدخلون سعيدة بقيادة الجنرال بيجو بعد أن تركها الأمير في حالة جيدة. في هذه الفترة عرفت المنطقة العديد من المعارك ضد المحتل الفرنسي مثل معركة "عين المانعة" 24أوت و12/09/1843م معركتي "تيرسين" و"سيدي يوسف" في 22/09/1843م، كما كانت هناك العديد من المعارك جنوب المنطقة بقيادة الشيخ بو عمامة. تواصل استقرار المعمرين في المنطقة خصوصا بعد 1870م والذين استولوا على أملاك الفلاحين العرب وجردوهم منها لتفقيرهم. عام 1881م تمت مبايعة الشيخ بوعمامة. في نوفمبر 1886 استقـرت في المنطقة الفرق العسكريـة الأجنبيـة " la légion étrangère".
كرونولوجبا الأحداث في سعيدة من 1945-1962:
02/05/1945 مظاهرات بمدينة سعيدة.
18/05/1945 أعمال عنف تمثلت في حرق مقر البلدية ومستودع للفحم وقطع الأسلاك الهاتفية.
27/06/1947 نشأة أول نادي مسلم في المنطقة وهو "نادي مولودية سعيدة".
01/11/1954 اندلاع الثورة التحريرية.
مــارس 1956 امتداد الثورة في المنطقة، حيث في التنظيم العسكري والسياسي لمؤتمر الصومام تم تقسيم ولاية سعيدة بين المنطقتين6و8 للولاية الخامسة.
عــام 1957 نشأة أول خلية للفدائيين المقيمين بسعيدة.
ديسمبر 1958 نقل العقيد مار سال بيجار إلى المنطقة.
05/07/1962 الجزائر حرة مستقلة.
طيلة الثورة التحريرية كانت المنطقة شاهدة على العديد من العمليات المسلحة من طرف وطنيين شجعان إذ سجلت وقوع 1700 شهيد في ساحة الشرف لتعيش الجزائر حرة، حيث تم تسجيل 81 عملية من معارك؛ اشتباكات عسكرية وأعمال تخريب وذلك من 1956إلى 1962 وهي كالتالي:
1956: 06
1957: 11
1958: 37
1959: 19
1960: 02
1961: 04
1962: 02
بعض أهم المعارك:
معركة الخلايفة.
معركة جبل لخضر.
معركة ميمونة.
معركة أولاد خالد.
معركة تامسنة.
معركة حاسي العبد.
معركة المرجة.
معركة جبل بوعتروس.
معركة الوهايبة.
معركة سيدي دومة.
معركة هونت.
اسم المدينة: حسب الروايات كانت تحمل الاسم الأمازيغي " تيرسيف"، كما حمل اسم زوجة عبد الله بن رابي عم مهدي العبد وهو الخليفة الذي حكم المنطقة في القرن 09م، كما سميت "حاز سعيدة" ويعود للمياه المعدنية الساخنة لسيدي عيسى وذلك في عهد الفاطميين، كما سميت العقبان لوجودها في وسط الهضاب العليا ولانتشار طائر العقاب بها، أيضا سماها الأمير عبد القادر سعيدة نظرا لما حققه بها من قوة وهو الاسم الذي بقيت عليه لليوم.