علو ابتسامة وجه الصياد علي عثمان وهو يمسك بسمكة ضخمة من اسماك الامبراطور بلونيها الاصفر والفضي.. وبعد دقيقة يخرج صديقه سمكة قرش صغيرة من المياه الضحلة للبحر الاحمر قبالة سواحل اريتريا.
وتتقافز انواع اخرى من الاسماك فوق سطح مياه البحر فيما يستعد اربعة من الصيادين الشبان للعودة لقريتهم هيرجيجو بغنيمتهم.
ويقول علي "لولا هذه الاشجار الاستوائية الضخمة لما وجدت كل هذه الاسماك" مشيرا الى صف من الاشجار الكثيفة تفصل الصحراء عن البحر.
ومنحت غابة الاشجار الاستوائية التي زرعت حديثا انواعا مختلفة من الاسماك مأوى مهما لتتغذي وتتكاثر في منطقة لم تكن سوى سطح طيني قاحل من قبل.
ولم يعد ذلك المشروع البيئي بتلك القرية الواقعة في القرن الافريقي بالفائدة على الحياة البحرية والصيادين فحسب بل نال جوائز عالمية كنموذج لمكافحة الفقر وتوفير العذاء للجوعى.
وغير المشروع الذي يقوده العالم الامريكي جوردون ساتو صاحب الاهتمامات بالنواحي الانسانية طبيعة المنطقة التي كانت تفتقر لماء عذب كاف تحتاجه الزراعة التقليدية.
ويوجد نحو مليون شجرة استوائية في منطقة تمتد لمسافة ستة كيلومترات من هيرجيجو وتستخدم اوراقها علفا للماشية. ويعني ذلك الا يضطر سكان القرية للسير للمرتفعات البعيدة لرعي اغنامهم.
وكميزة اخرة للمشروع الذي بدأ قبل عشرة اعوام واطلق عليه مانزانار تحصل الحيوانات على احتياجاتها من البروتين من الاسماك الصغيرة وحبوب الاشجار المجففة